قصة معاذ بن جبل في اليمن | أول قاضي في الإسلام وأعلم الناس
قصة معاذ بن جبل في اليمن هي من أهم القصص الإسلامية التي توضح مدى عظمة صحابة رسول الله والمسلمين الأوائل، وكيف أنهم قد اهتدوا إلى نور الإسلام بالعقل والحكمة والعلم، وفيما يلي توضيح لأهم ما قد جاء في قصة إسلام معاذ بن جبل وجهاده في سبيل الله.
قصة معاذ بن جبل في اليمن
تبدأ جوانب قصة معاذ بن جبل في اليمن بعد بيعة العقبة الأولى، حيث أن النبي قد أرسل الصحابي مصعب بن عمير إلى المدينة؛ لدعوة الناس إلى الإسلام وتعليمهم القرآن وأحكام الإسلام، وكان معاذ بن جبل من الذين قد آمنوا ودخلوا في الإسلام حينذاك.
ولقد عاد معاذ بن جبل في العام التالي إلى مكة، ليلتقي برسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – ويشهد بيعة العقبة الثانية والتي قد كانت حدث مهم في طريق الدعوة وتأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة.
ولقد قام معاذ بمبايعة سيدنا محمد على حمايته والوقوف بصفه وحمايته والمسالمة معه، ويذكر أن عُمر معاذ في هذه الأثناء كان 18 عام فقط، وقد آخى سيدنا محمد بينه وبين سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وولقد بدأت قصة معاذ بن جبل في اليمن عندما قام سيدنا محمد – صلَّ الله عليه وسلم – بإرساله إلى اليمن لنشر العلم، والدعوة إلى الإسلام، وليكون قاضي وحكم على أحد أقسامها حيث كانت اليمن مقسمة إلى خمسة أقسام.
اقرأ أيضا: كيفية إخراج الصدقة عن الميت ؟
حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما بعث إلى اليمن
بعدما قام النبي بإرسال معاذ بن جبل إلى اليمن، بعث إليه برسالة كان نصها كما قد ورد عن ابن عباس، كما يلي:
{إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب}.
كم مكث معاذ بن جبل في اليمن
في ضوء قصة معاذ بن جبل في اليمن يذكر أنه قد مكث في اليمن حوالي ثلاثة عشر 13 شهرًا، حيث ظل يجوب كل أنحاء اليمن؛ من أجل نشر العلم والدعوة الإسلامية بين أهل اليمن، ثم عاد إلى الجند، وبعد أن انتقل سيدنا محمد إلى الرفيق الأعلى وتولى سيدنا أبي بكر الصديق الخلافة، انتقل سيدنا معاذ إلى الحجاز.
تابع المزيد: هل يغفر الله جميع الذنوب بالاستغفار؟ الجواب الشافي
قصة معاذ بن جبل مع الرسول
قبل أن تبدأ قصة معاذ بن جبل في اليمن فهو قد بايع سيدنا محمد – صل الله عليه وسلم – على الجهاد في سبيل الله، وعلى هذا، فلقد كان معاذ على قدر هذه المسؤولية، ولم يتخلف عن أي غزوة مع الرسول، بداية من غزوة بدر، وحتى غزوة تبوك التي كانت آخر غزوات سيدنا محمد.
ولقد كانت قصة معاذ بن جبل في اليمن بعد غزوة تبوك حينما أرسله سيدنا محمد لحكم أحد أقسام اليمن ونشر العلم والدين بها، وبعد وفاة الرسول وعودة معاذ من اليمن؛ لم يتخلف أيضًا عن الجهاد، وشارك في العديد من الفتوحات الإسلامية ببلاد الشام مع الصحابة، ولقد قام سيدنا عمر بن الخطاب بتعيينه أميرًا على جند الشام وذلك بعد أن توفى عبيدة بن الجراح بمرض الطاعون.
صفات معاذ بن جبل
لقد تمتع سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه بالعديد من الصفات المميزة سواء الشكلية أو الخلقية والتي قد تجلى معظمها عبر قصة معاذ بن جبل في اليمن ومن أهم صفات هذا الصحابي الجليل، ما يلي:
- كان معاذ بن جبل شاب جميل الشكل أبيض اللون وطويل القامة.
- كان ذات عيون واسعة كحيلة، وشعر مجعد، وبنيان جسدي قوي.
- كان لمعاذ وقار وهيبة كبيرة بين الناس بالرغم من صغر سنه.
- اتسم معاذ بحسن العبادة والإكثار من الصلاة والصدقة وقراءة القرآن.
- تمتع معاذ بالعلم القوي والقدرة على التمييز بين الحلال والحرام بمهارة فائقة.
- نظرًا لعلمه الواسع، فلقد كان من الثلاثة الذين يُفتون في أمور الدين بمكة في عهد سيدنا محمد، وقال عنه الرسول: {إنَّه يُحشَرُ يومَ القيامةِ بينَ يدَيِ العُلماءِ نَبْذَةً}.
- عُرف معاذ بن جبل بالورع والتقوى والعدل، ومن مظاهر ذلك أنه كان ذو حرص شديد على تحقيق العدل بين زوجتيه في كل الأمور.
- كان زاهدًا في أمور الدنيا، وكريمًا ومهتمًا بتقديم يد العون لكل محتاج.
قد يهمك: الفرق بين النفس والروح عند علماء المسلمين
موت معاذ بن جبل
بعد انتهاء قصة معاذ بن جبل في اليمن وبعد وفاة سيدنا محمد وانتقاله إلى المشاركة في الفتوحات الإسلامية مع الخلفاء الراشدين، قام سيدنا عمر بن الخطاب بتنصيبه أميرًا على جند بلاد الشام وكان في ذلك الحين مقيمًا بناحية الأردن، وكان ذلك خلفًا لسيدنا عبيدة بن الجراح الذي توفي بمرض الطاعون.
ولقد أصيبت زوجتي سيدنا معاذ بمرض الطاعون وتوفيتا على إثر ذلك، كما قد أصيب معاذ بن جبل لاحقًا بهذا المرض وهو طاعون عمواس وتوفي به أيضًا، ويذكر أن وفاة سيدنا معاذ بن جبل كانت في عام 18 هجرية أي عام 639م، وكان عمر معاذ حينذاك ثمانية وثلاثين 38 عامًا ويقال أنه كان عمره 33 وربما 34 عامًا.
في الختام يكون قد تم توضيح أهم جوانب قصة معاذ بن جبل في اليمن وكيف أنه كان بالرغم من صغر سنه موسوعة بشرية عالمًا وفقهيًا وقاضيًا مسلمًا عادلًا ورعًا.