كفارة الاعتراض على قضاء الله .. تعلموها لعلها المنجية
كفارة الاعتراض على قضاء الله أمر غاية في الأهمية من أمور الدين التي يجب علينا جميعاً أن نتعلمها، حتى نلوذ بها ونلجأ إليها إذا حدث منا أي اعتراض على ما أراده الله لنا مما خالف أهوائنا أو حاد عن رغباتنا.
عن كفارة الاعتراض على قضاء الله ومظاهر هذا الاعتراض، وكيفية التعامل مع النوازل والابتلاءات بما يرضي الله جل وعلا سيدور حديثنا في هذا المقال فكونوا معنا حتى نهايته.
كفارة الاعتراض على قضاء الله
حدث الابتلاء ومضى قضاء الله فينا، ووقع منا ما لا يرضي الله تجاه هذا الابتلاء، ترى هل هناك من مخرج؟ وما هي كفارة الاعتراض على قضاء الله؟
والإجابة أن الكفارة تكون بفعل ما يلي:
- مراجعة النفس على ما صدر منها من أوجه الاعتراض على قضاء الله ومحاسبتها.
- استشعار عظم هذا الذنب وعواقبه السيئة.
- استشعار الندم والحزن الشديد على ارتكابه.
- العزم على عدم العودة إلى ذلك مرة أخرى.
- التوبة النصوح.
- الإكثار من الاستغفار وطلب الصفح والعفو من الله جل وعلا.
- الإكثار من النوافل والأعمال الصالحة.
دعاء عدم الاعتراض على حكم الله
بعد أن تعرفنا على كفارة الاعتراض على قضاء الله يجب أن نعرف كيف يمكننا الاستعانة بالله على جميع أقداره، ولا شك أن الإجابة تكمن في الدعاء، فهو السبيل الوحيد الذي يعيننا ويقوينا على ما لا نحب، حيث نستمد الصبر والرضا من الله والتحمل لكل ما يريده لنا حتى وإن لم نعلم فيه خيراً.
ومن أشهر الأدعية في هذا الصدد ما يلي:
- اللهمَّ ارزقني الرضا وراحة البال، اللهمّ لا تكسر لي ظهراً، ولا تصعّب لي حاجةً، ولا تُعظِم عليّ أمراً، اللهمَّ لا تحني لي قامةً، ولا تكشف لي ستراً، ولا تفضح لي سراً.
- (اللهمَّ إني أسألك نفسًا مطمئنةً تؤمِن بلقائك، وترضى بقضائك، وتَقنَع بعطائك)
- اللهم رضنا وارض عنا.
قد يهمك: الفرق بين النفس والروح عند علماء المسلمين
مظاهر التسخط على القدر
بالإضافة إلى معرفة كفارة الاعتراض على قضاء الله وقدره ينبغي معرفة مظاهر هذا الاعتراض وطرقه وما هو السخط في الإسلام؟ لينتبه الإنسان إلى ما يصدر عنه ويكون رقيبا ًعلى نفسه
السخط هو الشعور بالحنق أو الضيق وإبداء الانزعاج أو الرفض لأمر ما،
أما مظاهر السخط على قضاء الله فتنقسم إلى قسمين:
التسخط القلبي
ويعني الاعتراض والرفض الداخلي لقضاء الله، وعدم القدرة على التعايش معه أو قبوله، والذي يظهر في صورة توتر نفسي وشعور بالألم والضغط والحزن المتواصل الذي يزداد مع مرور الأيام بدلاً من أن يقل.
وقد وصف الله فريقاً من الناس يصل بهم الاعتراض إلى حد الجزع والهلع، فيخسرون الدنيا والآخرة، فيقول جل وعلا في وصفهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ).
التسخط بالفعل أو القول
ويشمل كل فعل أو قول يدل على الرفض أو الاعتراض على أمر الله ومن ذلك:
- كثرة النياحة والنحيب.
- كثرة الشكوى الخلق والبكاء لهم.
- التلفظ بالأسئلة المحرمة مثل: لماذا يبتليني الله أنا بالذات؟ أو لماذا يفعل الله بي ذلك؟
- الانقطاع عن بعض العبادات أو جميعها.
- اعتزال الناس والوحدة المستمرة.
- سب الدهر والتلفظ بما يدل على كراهية الدنيا وسوء الحياة.
- تمني الموت والدعاء على النفس أو الولد أو المال.
علاج التسخط
أوضحنا في الفقرات السابقة أنه لا ينبغي على العبد إظهار الجزع والتسخط من قضاء الله، إذا حدث ذلك فينبغي أن يحرص على كفارة الاعتراض على قضاء الله لأن في هذا السخط من الإثم ما فيه، ولعل أفضل علاج له هو ما يلي:
- تذكير النفس بعجزها عن فهم الحكمة من أقدار الله.
- أن يتفهم الإنسان أن الله خير لا يأتي إلا بخير، وإن بدت ظاهر الأحداث شراً.
- أن يتفهم حقيقة أن الاعتراض أو التسخط لا يرد القضاء، ولا يصرف الابتلاء، بل يذهب بالأجر والثواب.
- التصبر والاستعانة بالله، والدعاء الملح أن يشرح صدر الإنسان وينير بصيرته ويرزقه الرضا.
تابع المزيد: هل يغفر الله جميع الذنوب بالاستغفار؟ الجواب الشافي
حكم عدم الرضا بقضاء الله
بينما يتسائل البعض عن كفارة الاعتراض على قضاء الله يتسائل البعض الآخر: هل الاعتراض على قضاء الله كفر؟
وفي الواقع فإن الإجابة على هذا السؤال وفقا لما ورد عن أهل العلم وأهل الفتوى تشمل بعض التفصيل وهو كالتالي:
- إذا كان الاعتراض على أمر الله بالقلب فقط، وكان منطويا ًعلى الشك في حكمة الله أو علمه أو عدله، فهو كفر بالله وصفاته.
- أما الاعتراض الذي ينطوي فقط على تمني زوال الابتلاء وتغير الحال مع كونه مستحيلاً فهو درجة أقل من الدرجة الأولى.
- في حين يحرم السخط اللفظي أو إظهار سوء الأدب مع أمر الله وذاته ومراده، وقد يصل بصاحبه إلى حد الخروج عن الملة والعياذ بالله.
حكم الاعتراض على القدر بقول (لو)
لو ارتبط الاعتراض باعتقادي وجزم من الشخص بأنه ما كان ليبتلى لو لا إن فعل شيء ما، وتجاهل أن الأمور تجري بمقادير وفقا لعلم الله وإرادته فإنه يدخل في الحرمة.
يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا، وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان).
اقرأ أيضا: كيفية إخراج الصدقة عن الميت ؟
هل الحزن اعتراض على قضاء الله؟
حين نتحدث عن كفارة الاعتراض على قضاء الله يلح علينا سؤال هام وهو هل الحزن يعد من الاعتراض؟ وفي الواقع فإن هذه النقطة تحتاج إلى تفصيل والى أن يكون الإنسان واعياً بطبيعة مشاعره، وما يعتمل في نفسه.
فالحزن الذي ينطوي على الشعور بالحنق والانزعاج والضيق، قد يكون درباً من الاعتراض.
أما الحزن الذي ينشأ عن التألم من الفقد أو الوجع الناتج عن الفقد كما في حالة موت عزيز، فهو لا يعني اعتراض بل مشاعر إنسانية طبيعية.
تابع المزيد: صباح الخير دعاء جميل جدا | افضل 50 دعاء صباح الخير جميل جدا قصير دعاء
لا اعتراض على حكم الله
هذه الجملة ينبغي أن تكون شعارً يلزمه المؤمن ومنهجاً يتبعه في جميع أحواله، فلا يظهر إلا التصبر والرضا والتسليم بما كتب الله جل وعلا، يقيناً بحكمته ورحمته الواسعة.
وإذا بدا منه ما يخالف ذلك فيجب عليه المبادرة بفعل كفارة الاعتراض على قضاء الله، بكل ما يستطيع من قول أو عمل.
الزوار يشاهدون :
- كيفية إخراج الصدقة عن الميت ؟
- الفرق بين النفس والروح عند علماء المسلمين
- صباح الخير دعاء جميل جدا | افضل 50 دعاء صباح الخير جميل جدا قصير دعاء الصباح
- قصة سلمان الفارسي مع الامام علي
- قصة الصحابي سعد بن أبي وقاص مع أمه .. وقوة ثباته
وأخيراً نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا حول كفارة الاعتراض على قضاء الله وما يجب أن يكون عليه المسلم تجاه ما يكتبه الله عليه من الأقدار.