قصة سلمان الفارسي مع عمر بن الخطاب…وأهم العبر المستفادة منها
قصة سلمان الفارسي مع عمر بن الخطاب، حيث يزخر التاريخ الإسلامي القديم بالكثير من القصص والروايات التي تشير إلى الورع والزهد الذي اتسم به كثير من الصحابة والتابعين وعلى رأسهم أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب، فتابعونا لمطالعة الكثير من القصص المؤثرة.
قصة سلمان الفارسي مع عمر بن الخطاب
أما عن قصة سلمان الفارسي مع عمر بن الخطاب فيمكننا تلخيصها في السطور التالية:-
بداية الأحداث
تبدأ من بالانتصار في إحدى المعارك والحصول على كم هائل من الغنائم من بينها أبراد من الأقمشة اليمنية الفاخرة.
حيث قام سيدنا عمر بن الخطاب بتوزيع تلك الغنائم بالتساوي على المسلمين، وبالمثل حصل سيدنا عمر على نصيبه من تلك الأقمشة هو وابنه عبد الله وهي قطعة قماش متوسطة الطول.
تصاعد الأزمة
بعد مرور عدة أيام، عندما صعد سيدنا عمر إلى المنبر لكي يلقي الخطبة وبدأ حديثه بحمد الله والثناء على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رآه سلمان الفارسي ونهض من موضعه وقال له: لا سمع لك علينا ولا طاعة.
فإذا بأمير المؤمنين يسأله: ولمَ يا سلمان؟، فسأله سلمان: من أين لك بقماش المئزر الذي ترتديه؟، حيث ظهر سيدنا عمر بثوب طويل من الأقمشة التي تم توزيعها على المسلمين، ومن المعروف أن سيدنا عمر كان طويل القامة ويمتلك بنية ضخمة.
لكن استكمل أمير المؤمنين خطابه وأخبره أن القطعة التي نالها خاصة بـ إبنه عبدالله، كما سأل إبنه أمام الحاضرين والذي أكد كلام والده، هنا جلس سلمان الفارسي عندما تيقن من كلام سيدنا عمر وابنه وقال: الآن نسمع ونطيع.
حقيقة الأمر
أما عن دلائل واقعة سلمان الفارسي مع عمر بن الخطاب فإن جمهور العلماء أشار إلى بطلان تلك القصة وأن ليس لها أي دليل في التراث الإسلامي، بل على العكس توجد الكثير من الخلافات التي تم ذكرها بين العتبي الذي روى تلك الواقعة وبين سلمان الفارسي وسيدنا عمر.
لذلك يجب ألا يتم التصديق عليها أو تداولها بين الناس؛ وذلك نظراً لكونها روايات فوضوية تخالف المنهج القرآني، لاسيما إذا كان الراوي مجهول النسب ولا يوجد للقصة إسناد صحيح.
قد يهمك: تفسير رؤية الفندق في المنام للمتزوجة والعزباء لابن سيرين
قصص مشهورة لا تثبت عن عمر بن الخطاب
أما عن القصص المشهورة التي لا تثبت عن أمير المؤمنين بخلاف قصة سلمان الفارسي مع عمر بن الخطاب نجد أبرزها القصة التي ذكرها أبو حامد الغزالي في كتابه “إحياء علوم الدين”.
حيث روى أن عمر رضي الله عنه كان يَعُسُّ أي يطوف ليلاً في المدينة ذات ليلة، فرأى رجلاً وامرأةً على فاحشة، ولما أصبح قال للناس “أرأيتم لو أن إماماً رأى رجلاً وامرأةً على فاحشة، فأقام عليهما الحد، ما كنتم فاعلين، قالوا: إنما أنت إمام، فقال علي رضي الله عنه: ليس ذلك لك، إذاً يقام عليك الحد، إن الله لم يأمن على هذا الأمر أقل من أربعة شهود”.
حيث فسّر أبو حامد الغزالي ذلك بأن سيدنا عمر بن الخطاب كان متردداً في إقامة الحد على الرجل والمرأة باعتباره والي وله أن يقضي بعلمه في حدود الله، ولكن عندما أجمع الناس على إقامة الحدّ عليه لأنه لم يأتي بأربعة شهود تراجع عن ذلك الأمر.
بطلان الرواية
لكن على الجانب الآخر نجد أن تلك القصة التي ذكرها الغزالي لا نستطيع أخذها على محمل الجد؛ وذلك نظراً لضعف السند في تلك الرواية.
كما أشار بعض العلماء إن كتاب “إحياء علوم الدين” تضمن الكثير من الروايات الضعيفة والأحاديث التي تساهل الغزالي في ذكرها بدون تطبيق المعايير المتعارف عليها من قبل العلماء.
القصة الأصلية
أما عن القصة الأصلية فلقد ذكرت الكثير من المصادر الموثوقة مثل كتاب البخاري وأشار إليه ابن القيم في كتابه ” الطرق الحكمية” عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لعبد الرحمن بن عوف” لو رأيت رجلاً على حد، زنا أو سرقة وأنت أمير، فقال: شهادتك شهادة رجل من المسلمين، قال: صدقت.
قد يهمك ايضا: تفسير حلم رؤية البقرة في المنام لابن سيرين .. البقرة في المنام النابلسي و بن شاهين
قصة ثوب عمر بن الخطاب
ذكر التاريخ الإسلامي كثير من القصص التي ترصد زهد وورع سيدنا عمر بن الخطاب فيما يتعلق بالملابس، نذكر أبرزها عندما خرج بن عباس رضي الله عنه ما أمير المؤمنين فرآه يمتطي حماره وهو يرتدي قميص تظهر قدمه حتى ركبتيه.
فقام بن عباس يجرّ ماشيته حتى يغطي قدمه وعندما يسحب من جهة يرى الأخرى انكشفت، ها هنا ضضحك سيدنا عمر بن وقال له إن الثوب لا يطيعه.
حيث استمر بن عباس في السير هكذا حتى وصل إلى وجهته وكان سيدنا عمر بن الخطاب صائماً فكان يقطع اللحم ويقدمه لإبن عباس ويقول له: كُل ليّ ولكّ.
وفي رواية أخرى تشير أن أمير المؤمنين قام بطواف بيت الله الحرام وهو يرتدي إزارٌ يتضمن حوالي إثنتى عشر رقعة، وفي يوم الجمعة أبطأ على الناس أي تأخر عن موعد الخطبة، وعندما خرج اعتذر لهم وقال: إنما حبسني غسل ثوبي هذا، كان يُغسل، ولم يكن لي ثوبٌ غيره.
شاهد ايضا: تفسير رؤية الناقة في المنام لابن سيرين للمتزوجة والعزباء .. تفسير هجوم الناقة في المنام
قصة عمر بن الخطاب
ذكر كثير من المؤرخين قصة عمر بن الخطاب وبداية دخوله الإسلام، حيث يمكن تلخيصها على النحو الآتي:-
العداء الشديد
اجتمع القوم ذات يوم في الكعبة وتشاورا فيما بينهم عمن يستطيع قتل محمداً، حيث قام سيدنا عمر بن الخطاب برفع سيفه وذهب ليبحث عنه؛ وذلك نظراً لعداءه الشديد للإسلام.
في الطريق أخبره أحد الأشخاص بدخول أخته وزوجها في الإسلام فغضب غضباً شديداً وذهب إليهما وقام بضرب زوجها وعندما قامت أخته بالدفاع عنه ركلها هي الأخرى.
دخول الإسلام
رأى أمير المؤمنين صحيفة فطلب منها أن يقرأها لكنها اشترطت أن يتطهر أولاً، وبالفعل تطهر ثم بدأ يقرأ وكانت تتضمن بداية سورة طه، وبعد قراءته نزل القرآن في قلبه واراد أن يسلم فدخل إلى بيت النبي وطرق الباب فخشي أحد من الصحابة فتح الباب؛ وذلك لما عُرف عنه من بطش وقوة.
لكن منذ أن دخل على رسول الله وعندما سأله حمزة عن سبب مجيئة قال له ” أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله” هنا كبّر النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن معه فرحاً بذلك الخبر.
الهجرة إلى الكعبة
كان لدخول سيدنا عمر بن الخطاب الإسلام أثراً كبيراً في عزة الإسلام، حيث ذكرت كثير من الروايات إنه هاجر علناً إلى الكعبة وذلك بعد أخذ سيفه وسهامه وقام بالطواف سبع مرات، ثم أخذ يقول المشركين “شاهت الوجوه”.
كما ذكرت بعض الروايات إنه هدد من اتبعه من المشركين وقال جملته الشهيرة “ها أنا أخرج إلى الهجرة، فمن أراد لقائي، فليلقاني في بطن هذا الوادي”، لكن لم يستطيع أحد أن يتبعه خوفاً من بطشه.
قصة سلمان الفارسي مع عمر بن الخطاب واحدة من أكثر القصص المتداولة عبر مواقع السوشيال ميديا مؤخراً والتي دفعت كثيرين إلى التساؤل عن دقتها والعبرة التي تحملها القصة الأصلية.
تابع المــــزيد: