تماثيل عين غزال أقدم تماثيل بشرية في العالم
تعد تماثيل عين غزال من أهم الكنوز التاريخية في الأردن، حيث تعود إلى العصر الحجري الحديث قبل الفخاري (PPNB)، أي ما يقرب من 8000 عام قبل الميلاد. تم اكتشاف هذه التماثيل في عام 1983 في موقع عين غزال الأثري، الواقع على بعد حوالي 30 كيلومترًا جنوب شرق مدينة إربد.
تماثيل عين غزال أقدم تماثيل بشرية في العالم
تتكون مجموعة تماثيل عين غزال من 15 تمثالًا، جميعها مصنوعة من الجص. تتراوح أحجام التماثيل من 10 إلى 25 سم، وهي تصور شخصيات بشرية عارية، معظمها من النساء. تتميز التماثيل بتفاصيل دقيقة، مثل الوجه والشعر والجسم.
يعتقد العلماء أن تماثيل عين غزال كانت تستخدم لأغراض دينية أو طقسية. قد تكون كانت ترمز إلى آلهة أو شخصيات مهمة في المجتمع. كما أنها قد تكون كانت تستخدم في الطقوس الدينية، مثل الاحتفالات أو الجنازات.
أهمية تماثيل عين غزال:
تعد تماثيل عين غزال من أهم الاكتشافات الأثرية في العالم. فهي أقدم تماثيل بشرية معروفة، وتقدم نظرة فريدة على الحياة والمجتمع في العصر الحجري الحديث.
التحليل الفني:
تماثيل عين غزال هي أعمال فنية رائعة، تعكس مهارات وقدرات الفنانين الذين صنعوها. تتميز التماثيل بتفاصيل دقيقة، تُظهر وعيًا بالنسب البشرية والتشريح. كما أنها تتميز بتنوع الأشكال والأحجام، مما يشير إلى أن الفنانين كانوا يتمتعون بدرجة عالية من الحرية الإبداعية.
التفسيرات المحتملة:
هناك العديد من التفسيرات المحتملة لمعنى تماثيل عين غزال. يعتقد البعض أنها كانت ترمز إلى الآلهة أو الأرواح. يعتقد البعض الآخر أنها كانت ترمز إلى شخصيات مهمة في المجتمع، مثل النساء المقدسات أو القادة. كما يعتقد البعض أنها كانت تستخدم في الطقوس الدينية.
عين غزال قرية اردنية عمرها عشرة آلاف عام
تقع منطقة عين غزال في الطرف الشمالي الشرقي لمدينة عمان، وهي من أهم المواقع الأثرية والتاريخية في منطقة الشرق الأدنى. يعود تاريخها إلى الألف الثامن قبل الميلاد، وقد تم اكتشافها عام 1983 أثناء شق طريق سريع بين عمان والزرقاء.
كانت عين غزال في البداية قرية صغيرة تضم حوالي 20 دونماً، لكنها نمت لتصبح واحدة من أكبر التجمعات البشرية الزراعية في العالم، حيث وصلت مساحتها إلى 150 دونماً، وبلغ عدد سكانها حوالي ألفي نسمة.
عاش سكان عين غزال على الزراعة، حيث زرعوا الحبوب والبقوليات. كما قاموا بتربية الحيوانات، مثل الغزلان والماعز والأغنام.
كانت عين غزال مجتمعًا منظمًا، حيث كان هناك نظام للطرق والمباني السكنية والمدافن. كما تم العثور على تماثيل ودمى آدمية وحيوانية، مما يشير إلى وجود مستوى عالٍ من الثقافة والفن.
من أهم الاكتشافات في عين غزال هي مجموعة من التماثيل البشرية الجبصية التي يعود تاريخها إلى الألف السابع قبل الميلاد. هذه التماثيل هي من أقدم التماثيل البشرية المعروفة في العالم، وهي دليل على تطور الفن والحضارة في الشرق الأدنى.
ظلت عين غزال مأهولة بالسكان لمدة تصل إلى ثلاثة آلاف سنة، لكنها هجرت في النهاية بسبب الزلازل والفيضانات والحروب.
عين غزال: مدينة أثرية عريقة في شمال شرق عمان
عين غزال، هذا الموقع الأثري الرائع، يتواجد في شمال شرق مدينة عمان، على الطريق الرئيسي الذي يربطها بمدينة الزرقاء. يُعد هذا الموقع من أهم المكتشفات الأثرية في منطقة الشرق الأدنى القديم. اكتشفت آثاره في عام 1974م، ومنذ ذلك الحين، شهدت هذه المدينة القديمة الكثير من الاكتشافات الرائعة التي تشير إلى تاريخها وتراثها الثقافي الغني.
العصور القديمة
تعود آثار عين غزال إلى حقبة ما قبل الفخارية، تحديدًا في الفترة ما بين 8500-5500 قبل الميلاد، والتي تُعرف أيضًا بالعصر الحجري الحديث. كانت عين غزال مستوطنة زراعية ورعوية تم اكتشافها بالصدفة خلال بناء الطريق العام بين الزرقاء وعمان في عام 1972م.
الاكتشافات الرئيسية
أبرز الحفريات في الموقع تم اكتشافها في عام 1982م، وكشفت عن بقايا قرى زراعية تعود إلى النصف الثاني من الألف الثامن قبل الميلاد. استمر السكن في هذا الموقع حتى منتصف الألف الخامس قبل الميلاد. وتوجد عين غزال على ارتفاع يبلغ 720 مترًا عن سطح البحر، وتجاور نبع ماء، وهي محاطة بسلسلة جبال، وتمتد على جانبي نهر الزرقاء. مساحة الموقع تبلغ حوالي 120 دونمًا، ما يجعله مماثلاً لمواقع أثرية أخرى مشهورة في المنطقة.
تقسيم المدينة
مدينة عين غزال تنقسم إلى ثلاث مناطق رئيسية:
- خط الحافة العليا الغربية: هذه المنطقة تمتد على الجانب الغربي للموقع وتعتبر جزءًا أساسيًا منه.
- السهل الأوسط: هذا الجزء ينقسم إلى جزئين، الأول هو الحقل الزراعي الجنوبي، والثاني هو السهل المتدرج.
- السهل الشرقي: هذا الجزء مجاور للطريق السريع.
النباتات والبيئة
تتميز منطقة عين غزال بوفرة النباتات البرية التي تنمو على ضفاف الوادي. يعود ذلك إلى موقعها على الجانب الغربي لوادي الزرقاء، بالقرب من ينبوع الماء المعروف بـ “قالب: عين غزال”. هذا المكان يعتبر مصدرًا مهمًا للمياه وكانت مكانًا مهمًا للمجتمع المحلي في تلك الحقبة.
السكان والعمارة
عاشت في عين غزال مجموعة سكانية تقدر بحوالي 600-750 شخصًا في مجتمع مدمج. بنيت المباني في الموقع من الحجارة غير المشذبة، وكانت تأتي بشكل مستطيل وبجدران مستقيمة. الأرضيات كانت مصممة بعناية ومغطاة بالجص الملمع باللون الأحمر. تم استخدام خطوط عريضة ومتوازية في تزيين البنايات، واشتهرت البيوت بطلائها باللونين الأحمر والأسود.
العمارة الدينية
تميزت المعابد في عين غزال بخصوصيتها، حيث تمثلت في معابدها الكبيرة التي كانت تهدف إلى فصل الأنشطة الدينية عن الحياة اليومية. كان الشارع الرئيسي مبلطًا بالحجارة ومحاطًا بجدران، وينتهي بمعبد كبير. كان هناك أيضًا فتحات جانبية في الشارع تؤدي إلى الساحة العامة، ثم إلى غرف السكن المحيطة بتلك الساحات. هذا يعكس التفاعل بين العام والخاص في حياة السكان.
الأدوات والحضارة
استُخدمت الأدوات الحجرية في عين غزال بشكل رئيسي من الصوان، وكانت تُستخدم لمجموعة متنوعة من الأغراض مثل القشط والمخارز والمجارش والأواني. تم العثور على أدوات وأواني فخارية تُظهر تطورًا زمنيًا في الإنتاج الحضري. تشير هذه الاكتشافات إلى استمرار السكن في تلك القرى الزراعية.
التماثيل والدمى
أحد الجوانب المميزة في عين غزال هي وجود تماثيل بشرية نادرة في المنطقة. تم العثور على مجموعات من التماثيل البشرية في المنطقة الوسطى للموقع، بالإضافة إلى دمى طينية تمثل الحيوانات السائدة في ذلك الوقت. تم ربط بعض هذه الدمى بقطع صوانية في الرقبة والقلب والخصر.
تاريخ البحث الأثري
لقد أثر شق الطريق السريع بين عمان والزرقاء بشكل كبير على قرية عين غزال الزراعية. في عام 1974، تم الكشف عن هذه القرية نتيجة لعمليات شق الطريق والحفريات. في عام 1982، بدأت عمليات الاكتشاف والنقب الإنقاذية بقيادة غاري رولفسون من مركز الأبحاث الشرقية والأثري الأمريكي ليوناردو من جامعة ميسوري – كولومبيا.
قامت هذه الفرق بكشف العديد من الآثار القديمة في عين غزال التي تعود إلى العصر الحجري الحديث، تحديدًا إلى منتصف الألف الثامن قبل الميلاد. شاركت في هذه الاكتشافات دوائر الآثار العامة الأردنية وجامعة اليرموك ومعهد الآثار والأنثروبولوجيا. كما ساهم في هذا الجهد الدكتور زيدان كفافي وفريق من الجامعات الأمريكية.
تم تأسيس متحف لعرض النتائج الحضارية الغنية لهذه القرية. وأثناء عمليات التنقيب التي استمرت على مدى عشر مواسم، تم اكتشاف الموقع الذي يُعتبر واحدًا من أغنى مواقع العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار. وقد استمر السكان في هذه القرية دون انقطاع، وكشفت الاكتشافات عن معلومات مثيرة للاهتمام حول حياة الناس في تلك الفترة. يُذكر أن عمليات التنقيب في هذا الموقع كانت في المقام الأول مهمة إنقاذ لحمايته من التدمير المحتمل. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها الفريق، إلا أنهم تمكنوا من تحقيق إسهامات كبيرة في فهم الثقافة ما قبل الفخار في العصر الحجري الحديث في المشرق العربي.
الخاتمة:
تماثيل عين غزال هي كنوز تاريخية وفنية لا تقدر بثمن. فهي تقدم نظرة فريدة على الحياة والمجتمع في العصر الحجري الحديث، وتستمر في إثارة اهتمام العلماء والجمهور على حد سواء.