قصة سلمان الفارسي مع اليهودي ورحلته حول البحث عن الحقيقة
تنطوي قصة سلمان الفارسي مع اليهودي على الكثير من العبر وعلى مدى إصرار سلمان الفارسي على معرفة الحقيقة والقرب من الله، وظل يبحث عن ذلك لسنوات طويلة حتى قابل النبي واعتنق الإسلام.
نشأة سلمان الفارسي
قد روى عبد الله بن عباس قصة الصحابي سلمان الفارسي ورحلته الطويلة نحو البحث عن الله بدءاً من عيشه مع الرهبان وحتى قصة سلمان الفارسي مع اليهودي ثم لقائه بالنبي بعد ذلك.
يعود أصل سلمان الفارسي إلى بلد تسمى أصبهان، وكان أبيه من أغنى أغنياء القرية التي كانوا يعيشون فيها وأعلاهم منزلة.
وكان الفرس في ذلك الوقت يعتنقون المجوسية أي ممن يعبدون النار، وكان سلمان الفارسي ينتمي إلى هذه الديانة وكان مشغولاً بجمع الحطب لإشعال النار ويذهب إلى المعبد يومياً ليقوم بهذا العمل.
وكان لأبي سلمان ضيعة كبيرة أي مزرعة يقوم عليها، إلى أن جاء يوم انشغل عنها وطلب من ابنه أن يذهب هو ليدير أمور المزرعة.
وبينما سلمان في طريقه إلى الضيعة رأى كنيسة يتعبد بها بعض النصارى، فسمع صوتهم وهم يقيمون الصلاة دخل إليهم فأعجب بهم وتعلق بهذا المكان.
قصة سلمان الفارسي مع الراهب
ظل يبحث سلمان الفارسي عن الحقيقة وأرسل إلى هذه الكنيسة لكي يعرف مكان أصل هذا الدين، ثم أرسلوا إليه إنه بالشام، لتبدأ من هنا الرحلة مع النصارى و قصة سلمان الفارسي مع اليهودي.
وظل سلمان ينتظر إلى أن وجد رُكب يتجه إلى بلاد الشام، فطلب منهم أن يأخذوه معهم وبالفعل ذهب إلى هناك.
فلما قدم إليها سأل عن أفضل من يعلمه الدين في هذا البلد، فدله جمع من الناس على راهب في إحدى الكنائس.
فذهب سلمان إلى الراهب وطلب منه أن يجلس معه ويقوم بخدمته حتى يتعرف منه على هذا الدين.
وظل سلمان يجلس معه حتى وفاته المنية، ولكن سلمان قد وجد أن هذا الراهب يأكل الصدقات ولا يعطيها لمن يستحق.
فأخبر أهل البلد بذلك بعد موته وأرشدهم على موضع هذه الأموال فقاموا بتصليبه ورجموه بالحجارة.
شاهد ايضا: تفسير حلم رؤية الفستق في المنام .. الفستق في المنام
قصة سلمان الفارسي مع اليهودي
ظل سلمان الفارسي ينتقل من بلدة إلى أخرى سنوات طويلة بحثاً عن الحقيقة، وكان يجلس إلى كل راهب ويظل يخدمه حتى وفاته.
إلى أن أخبره أخر راهب كان يجلس معه في عمورية بالروم أن هناك نبي سوف يبعث من مكة وسوف يهاجر في بلد ذات حرتين مليئة بالنخل من كل جانب.
وبدأ يخبره صفات النبي وأن له ثلاث علامات، وقال له إن استطعت أن تذهب إلى هذه البلد فافعل.
وانتظر سلمان إلى أن مررت قافلة من التجار ذاهبون إلى الحجاز وطلب منهم أن يأخذوه معهم مقابل أخذ غنيمته وبقراته.
ولكن هؤلاء التجار غادروا به في منتصف الطريق وباعوه إلى رجلاً يهودياً ليكون عبداً عنده، ومن هنا تبدأ قصة سلمان الفارسي مع اليهودي
فظل سلمان عبداً عند هذا اليهودي حتى ابتاعه إلى يهودي أخر كان من يثرب فأخذه معه، وقد لفت نظر سلمان تواجد النخل طوال الطريق وشاهد الحرتين فأيقن إنه في هذه المدينة التي سوف يأتي إليها نبي آخر الزمان.
مقابلة سلمان الفارسي مع النبي
وظلت قصة سلمان الفارسي مع اليهودي تصير بخدمته لهذا الرجل، إلى أن جاء في يوم رجلاً إلى سيده يقول له “قاتل الله بني قيلة، فإنهم مجتمعون الآن على رجلاً جاء من مكة يزعم أنه نبي”.
فأيقن بذلك سلمان أن النبي الذي حدثه عنه الراهب قد ظهر وإنه الآن بالمدينة. وعزم سلمان أن يذهب إليه ويختبر صفاته، حيث قال له الراهب أنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فحمل إليه سلمان بعض التمر وأعطاها للنبي مرة على أنها صدقة ومرة أخرى على أنها هدية.
فلما رأى سلمان رد فعل النبي تأكد من علامات النبوة في هذا الرجل، ولكن بقي شئ وهو أن يرى سلمان خاتم النبوة.
وذات يوم كان النبي في جنازة في البقيع، فاستدار سلمان ينظر إلى ظهر النبي لكي يرى خاتم النبوة، ولما لاحظ النبي ذلك ألقى الرداء من على ظهره ليكشف له عن خاتم النبوة.
ولما شاهد سلمان احتضن النبي ويظل يبكي بشدة، وقصص عليه قصته فأعجب به النبي وطلب منه أن يروى هذه القصة إلى أصحابه.
قد يهمك: تفسير حلم شباك زجاج للعزباء.. تفسير خلع الشباك في المنام
مكاتبة سلمان الفارسي اليهودي
طلب الرسول من سلمان أن يقوم بمكاتبة سيده اليهودي لكي يتم عتقه ويبقى حراً وليس من الرق، حتى يستطيع أن يشترك مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الغزوات قصة سلمان الفارسي مع اليهودي.
وبالفعل قصة سلمان الفارسي مع اليهودي
تم بها المكاتبة بأن طلب سيده منه ثلاث مائة نخلة وأربعين أوقية من الذهب حتى يتم تحريره. وقد ساعده النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه في جمع النخل حتى تمت الثلاثمائة نخلة.
أما الذهب فقد أعطاه النبي بيضة من الذهب قد حصل عليها من بعض الغزوات، ولكنها كانت خفيفة الوزن لا تكفي لما طلبه اليهودي.
ولكن النبي قال لسلمان خذها فإن الله سوف يؤدي بها عنك، وبالفعل قد وزنت البيضة أربعين أوقية من الذهب ووفيت حقه.
وتم تحرير سلمان وعتقه وبذلك قد انتهت قصة سلمان الفارسي مع اليهودي.
مشاركة سلمان في غزوة الخندق
شارك سلمان في غزوة الخندق لأول مرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم بعد عتقه، وقد كان هو صاحب فكرة حفر الخندق.
حيث كانت المدينة جميعها محاطة بجبال وصخور وكان لا أحد يستطيع اختراقها إلا من ناحية الشمال.
فأشار سلمان على الرسول بحفر الخندق حول المدينة من أجل الدفاع أمام جيش قريش، حيث كان من عادة الفرس حفر الخنادق في الحروب.
وبالفعل شارك في الغزوة وتم انتصار المسلمين بها، ومن بعدها خاض سلمان الكثير من الغزوات حتى بعد وفاة النبي.
وشارك سلمان الفارسي في فتح العراق والكثير من المدن حتى تولى إمارة المدائن، حتى يعود بلدته أميرأً بعد أن كان عبداً.
شاهد ايضا: تفسير حلم رش الماء على الوجه .. تفسير حلم سكب الماء الساخن على شخص
وفاة سلمان الفارسي
توفى سلمان الفارسي سنة 33 ه في المدائن في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وتروي زوجة سلمان الفارسي قصة وفاته، بأنه كان لديه صرةً من المسك فطلب منها أن تنثره حوله.
وبالفعل قامت زوجة بوضع المسك في بعض الماء ثم نثرت الماء حوله، وطلب منها أن تخرج وتترك الغرفة.
وتقول زوجة عندما عادت إلى الغرفة فقد وجدت أن روحه قد صعدت إلى بارئها. وقيل أن زوجة سلمان كانت من قبيلة كندة وكان له ابنة بأصبهان، وبنتان في مصر.
قصة سلمان الفارسي مع اليهودي في النهاية تحمل قصة سلمان الفارسي مع اليهودي الكثير من العبر ومنها الإصرار حتى الوصول إلى الحقيقة ولو بعد سنوات طويلة.
تابع المزيد: