علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه و نصائح هامة للآباء
علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يساعد الطفل على زيادة التركيز والتعامل بشكل جيد في العلاقات الاجتماعية، حيث تعاني الكثير من الأمهات مع أطفالهن من هذا الاضطراب العصبي المزمن الذي يجب التدخل لعلاجه سريعاً منذ الصغر لتحقيق نتائج أفضل في سلوك الطفل.
ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
يعد مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD هو اضطراب في الصحة العقلية ينتج عن نقص في بعض الناقلات العصبية في الدماغ مثل الدوبامين، والنورأدرينالين.
والتي تسهل على الخلايا تنفيذ عملها وتوصيل الإشارات بين الدماغ وأجهزة الجسم، ويصيب هذا المرض الكثير الأطفال وينتج عنه فرط النشاط والاندفاع الشديد، إلى جانب تشتت الانتباه وصعوبة التركيز.
ويؤثر هذا المرض بشكل واضح على سلوكيات الطفل وعلاقاته الاجتماعية مع من حوله، وعادة يتم تشخيص المرض في سن الطفولة ولكن في بعض الحالات قد يستمر إلى مرحلة البلوغ.
ويبدأ علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال المصابين منذ الصغر، أي بين عمر 4 إلى 5 سنوات قبل مرحلة الدخول إلى المدرسة، وتستمر فترة العلاج إلى أن يتعافى الطفل وفقاً لما يحدده الطبيب.
علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
يعتمد علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه على ركيزتين أساسيتين وهما العلاج الدوائي والعلاج السلوكي معاً، حيث لا يمكن الاعتماد على أحدهما دون الآخر، وخاصة في الحالات الشديدة، ويأتي هذا العلاج عن النحو التالي:
العلاج الدوائي
تعمل الأدوية التي يصفها الطبيب من أجل علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه على زيادة التركيز والانتباه، والتقليل من النشاط الزائد والحركات الاندفاعية، وتنقسم هذه الأدوية إلى نوعين:
- الأدوية المنشطة (المنبهة)
وهي التي تعمل على تحفيز الناقلات العصبية للقيام بدورها ووظيفتها في المخ، مما يزيد القدرة على التركيز وتحكم الطفل في سلوكه بشكل أكبر، ومنها:
- ميثيل فينيدات Methylphenidate.
- الأمفيتامينات Amphetamines.
ولا يجب أن تؤخذ هذه الأدوية إلا تحت إشراف الطبيب، وينبغي أن يكون الأطفال الذين يتناولون هذه الأدوية تحت مراقبة شديدة من الآباء وإبلاغ الطبيب في حال حدوث أي مضاعفات.
- الأدوية غير المنشطة (غير المنبهة)
وهي التي تؤثر على تركيز بعض النواقل العصبية في الدماغ مثل النورأدرينالين مما يساعد في التحكم في فرط النشاط والحركات الاندفاعية، ولا يتم أخذ هذه الأدوية إلا تحت إشراف طبي ومن أهمها:
- الأتوموكسيتين Atomoxetine.
- جوانفاسين Guanfacine
العلاج السلوكي
يعد العلاج السلوكي مكمل للعلاج الدوائي ولا يمكن الاستغناء عنه، بل في بعض الحالات الخفيفة يمكن أن يكون العلاج السلوكي كافي في علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وقد لا يضطر الطبيب إلى وصف الأدوية.
حيث يشمل العلاج السلوكي وضع خطة وبرنامج لتعديل سلوك الطفل وتدريبه على زيادة التركيز والانتباه، والسيطرة على أعراض فرط الحركة.
لذلك ينبغي على الآباء والمعلمين الدراية الكاملة بكيفية التعامل مع طفل فرط الحركة وتشتت الانتباه للمساعدة في العلاج سريعاً.
تابع المزيد: دواء كحة آمن لمرضى القلب من الصيدلية.. 3 أدوية فعالة للسعال الجاف والرطب والكحة
كيفية التعامل مع طفل فرط الحركة وتشتت الانتباه
يتوقف علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بنسبة كبيرة على تعامل الأمهات والآباء مع طفل ADHD، لذلك هناك بعض النصائح التي يمكن للآباء اتباعها لمساعدتهم طفلهم على العلاج، ومنها:
- الحرص على مشاركة الطفل في ألعاب أو أنشطة تساعد على زيادة الانتباه والتركيز، ولابد أن تقوم الأم بمشاركته في ذلك من أجل تقوية العلاقة العاطفية معه.
- تجنبي الصراخ في وجه طفلك أو التعامل معه بعنف لأنه يعاني من مرض ومشكلة حقيقية بشكل لا إرادي، لذلك يجب التحلي بالصبر في التعامل معه ليستطيع القيام بالمهام المطلوبة منه.
- يجب أن تضعي روتين يومي منظم لطفلك، عن طريق تحديد وقت معين للنوم، ووقت للتعلم واكتساب المهارات، ووقت آخر للعب واللهو لأن الفوضى سوف تزيد من تدهور حالة الطفل وليست مساعدته.
- يجب إشراك الطفل في النظافة والأعمال المنزلية لاستغلال طاقته وفرط الحركة والنشاط التي يعاني منها.
- يمكن إعطاء الطفل كرة اسفنجية أثناء وقت المذاكرة للتغلب على فرط حركته ومساعدته على الجلوس للتعلم.
- لابد من مشاركة طفلك في أي نشاط رياضي لاستغلال طاقته في شئ مثمر إلى جانب فائدتها في التغلب على أعراض تشتت الانتباه.
قد يهمك: أفضل دواء لعلاج نقص مخزون الحديد في أقل وقت ممكن
تمارين لعلاج فرط الحركة للكبار
يوصي الأطباء النفسيين بإجراء بعض التمارين المفيدة في علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الكبار وزيادة قدرتهم على التركيز، ومنها:
- الحرص على تعلم واكتساب مهارات جديدة من أجل تحسين وظائف المخ والذاكرة، للمساعدة في زيادة القدرة على الانتباه والتركيز، مثل الرسم، العزف، الحياكة، التطريز وغيرها من الأنشطة.
- القيام بممارسة تمارين التأمل التي تساعد على الهدوء وضبط النفس، وثبتت العديد من الدراسات فعاليتها في علاج التشتت وعدم الانتباه.
- ممارسة لعبة الشطرنج، حيث أنها من الألعاب التي تساعد على زيادة القدرات الفكرية والمعرفية، وبالتالي يساهم ذلك في زيادة وظائف المخ وتحسين الذاكرة.
- ممارسة ألعاب الأحجية والصور المقطوعة، حيث أن مثل هذه الألعاب التي تعتمد على الألغاز تساعد بشكل كبير على تقوية العقل وزيادة التركيز وتطوير القدرات المعرفية.
- تساعد ممارسة التمارين الرياضية في تحفيز المواد الكيميائية التي يفرزها المخ، مما يساعد النواقل العصبية على أداء عملها بشكل طبيعي، وهو ما يساعد على زيادة التركيز والتقليل من مشاكل فرط الحركة.
اقرأ أيضا: دواء آمن للتخلص من الماء الزائد في الجسم
حالات شفيت من تشتت الانتباه
على الرغم إنه لا يوجد علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بشكل نهائي، إلا أن هناك حالات استطاعت التعافي بشكل كبير والتحكم في سلوكهم وتركيزهم، ونسرد لكم بعض الحالات في الآتي:
- الحالة الأولى
تقول إحدى المصابين بمرض ADHD إنها اكتشفت هذا المرض عند بلوغها سن 9 أعوام، وكان هذا يؤثر تأثير مباشر على المذاكرة والتحصيل الدراسي لها، وعدم قدرتها على النوم بشكل كافي والنسيان وعدم التركيز بشكل غير طبيعي.
ولكن عندما تناول بعض العقاقير الدوائية إلى جانب العلاج السلوكي، مع مرور الوقت أصبحت لديها قدرة أكبر على التحكم في سلوكها واندفاعها، وزيادة قدرتها على الانتباه والتركيز.
- الحالة الثانية
يقول حسين إنه كان دائماً لا يريد التحدث إلى الآخرين ويريد الجلوس بمفرده طوال الوقت وهو ما كان يؤثر على علاقاته الاجتماعية بشكل كبير، وأن عقله كان يعمل بطريقة مستمرة حتى إذا كان مرهقاً.
مع اتباع العلاج السلوكي ومساعدة والديه والمعلمين في المدرسة استطاع أن يتغلب على هذا الشعور وبدأت علاقاته الاجتماعية في التحسن.
اختبار فرط الحركة وتشتت الانتباه
يساعد اختبار فرط الحركة ADHD وتشتت الانتباه في معرفة إذا كان طفلك يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أم لا.
ويكون اختبار فرط الحركة ونقص الانتباه عبارة عن مجموعة استبيانات تشمل أسئلة مكتوبة تم تصميمها من أجل قياس سلوك الطفل ومقارنته بسلوك الأطفال الطبيعيين الذين يكونون في نفس العمر.
ويشترك في هذا الاستبيان الأسرة والمعلم في المدرسة، من أجل قياس 3 من الأعراض القياسية التي يتم تشخيص الطفل بناءاً عليها، وهي:
- أعراض ضعف الانتباه.
- أعراض فرط الحركة.
- الأعراض الاندفاعية.
حيث يأتي استبيان المعلم مقسماً على النحو التالي:
- أعراض فرط الحركة مكونة من 19 بند.
- أعراض ضعف الانتباه مكونة من 20 بند.
- أعراض الاندفاعية مكونة من 16 بند.
أما استبيان الأسرة فيكون مقسماً على النحو التالي:
- أعراض ضعف الانتباه مكونة من 15 بند.
- أعراض فرط الحركة مكونة من 28 بند.
- أعراض الاندفاعية مكونة من 18 بند.
ويكون متوسط مجموع درجات الاستبيان 174 وفي حال حصل الطفل على هذه الدرجات فأكثر، فيتم تشخيصه بأنه مريض ADHD.
في النهاية إن علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في سن مبكر وتطبيق نصائح المختصين للتعامل مع الطفل المصاب من الأمور الهامة في الشفاء وتخفيف أعراض هذا المرض.
الزوار يشاهدون ايضا:
